أحد أبطال الإعاقات الحركية يسرد قصة صراعه مع الحياة لأجل البقاء بكل رضا وإيمان لـ”نفاج نيوز”
أحد أبطال الإعاقات الحركية يسرد قصة صراعه مع الحياة لأجل البقاء بكل رضا وإيمان لـ”نفاج نيوز”
يوسف الإسطورة: عشت بعد البتر أيام مريرة تدمع لها الأعين وتنفطر لها القلوب
بين يوم وليلة تغيرت حياتي وأسرتي يقومون بإعادة الإبتسامة لي من جديد
الآن لا أستطيع العمل باعاقتي وأفضل أعمالي أصبحت عبادة الله
أطلب من ذوي الإعاقة أمثالي الرضاء بما أتانا الله فالإعاقة نعمة من عنده
أبي كان رافضآ للبتر وسافرنا إلى مصر ظنآ بالتعافي
أكتب باصبع رجلي الأكبر للتواصل مع أهلي وبعض الأصدقاء
ذكر محمد الإسطورة إنه نسبة لظروف أسرته الصعبة كان يعمل ويعين نفسه على الدراسة، وأن عمله كان يتطلب منه تركيب اللافتات المضيئة لعمل الدعاية والإعلان وفي هذا الوقت بالتحديد كان مقبل على إمتحانات الشهادة الثانوية ، ووقع الحادث إثر صعة كهرباء غيرت حياته التي يسرد لنا جزءاً من تفاصيلها في المساحة التالية.
حوار: الكوثر على الله
الاسم؟
يوسف عبدالرحمن النور الشيخ.
اللقب؟
( يوسف الاسطورة).
العمر؟
25 سنة.
المراحل التعليمية؟
الأساس، مدرسه مصعب بن عمير ثم مدرسة الفاروق بنين، الثانوي مدرسة الهجرة الثانوية بنين ثم مدرسة الزيتونة أم درمان ريفي صالحة.
كيف وقع الحادث؟
كنت أعمل واعين نفسي على الدراسة نسبة لظروف أسرتي ،وعملي كان يتطلب مني تركيب اللافتات المضيئة في عمل الدعاية والإعلان، وفي هذا الوقت بالتحديد كنت مقبل على إمتحانات الشهادة الثانوية وحصل لي هذا الحادث اثر صعقة الكهرباء اثناء العمل في تركيب اللافتة، فقد لامست عمود الكهرباء، ذلك كان بفعل الظروف الطبيعية الهواء وتسببت لي بحريق في الأيادي ومنطقة الظهر وحدث تفحم للأيادي كاملة وانفجار في الشرايين والأعصاب وقد صعب الأمر في حالتي الاسعافية في مستشفيات الخرطوم وأبي كان رافضآ للبتر وذهبنا الى مصر ظنآ بأنهم يستطيعون علاجي دون بتر فلا جدوى كانت غير البتر.
متي وقع الحادث؟
صف لنا شعورك بعد البتر؟
شعور صعب جدإً و”مر” خاصة عندما تشعر بأنك ناقص عن الآخرين.
هل أنت راض بما كتبه لك الله؟
راضي كل الرضاء والقبول والمحبة من عند الله ،وبكل ايمان وقلب خاشع لله وطائع لأمره فإني راض تمامآ على ما انا عليه فالحمدلله اولآ واخيرآ وابدآ الى يوم أن أموت وأبعث فإنها محبة من عند الله انه خصاني بهذا الموقف وإبتلاني من بين عباده.
كيف تستطيع تلبية إحتياجاتك؟
إن الله قادر على كل شي وهل يصعب على الله بعد ما ابتلاني ان لا يجعل لي من يساعد في تغطية احتياجاتي فكل شي له أسباب كما قال في قوله تعالي؛ ( وجعلنا لكل شي سببا). والفضل يعود بعد الله إلى أسرتي الصغيرة من ابي وامي واخوتي وكل منهم له دور كبير في حياتي منهم من يطعمني ومنهم من يقوم بواجباتي الشخصية كالاستحمام وغيرها من الأمور الشخصية.
وانا سعيد كل السعادة انني متواجد بين أسرتي فهم لا يكلون ولا يملون مما أنا عليه.
ماذا تعمل الآن؟
لا أستطيع العمل باعاقتي هذه ولكن أفضل أعمالي الآن هي أن أعبد الله ربي وقد زدت تعلقآ بالله كثيرآ بعد الحادث.
الهوايات التي تمارسها بعد البتر؟
قراءة الروايات والكتب.
نرى إنك كثير التواجد في مواقع التواصل الاجتماعي فكيف تكتب؟
أكتب بأصبع رجلي الأكبر للتواصل مع أهلي وبعض الأصدقاء.
ما الفرق بين حياتك قبل وبعد البتر؟
تغيرت حياتي بين ليلة وأخرى وهناك فرق كبير جدآ ، قبل البتر كنت اعيش مثل اي شاب أحببت الدنيا وما فيها وكانت لدي امنيات كثيرة، ولا أنسى انني انشغلت عن زكر الله أحيانآ، تعرفت على أصدقاء وأحسست انهم هم الاخوة و السند ولكن هيهات فقد اكتشفت هذا بعد الحادث قد عشت أيام مريرة تدمع لها الأعين وتنفطر لها القلوب ،من حزن وانكسار ولا أقول انني تمنيت الموت فقط، بل تمنيت له كثيرآ وسعيت إليه ولكن دون جدوى وارادة الله لم تكتمل وما وجدت من بعد الله إلا غير اخوتي وأسرتي فكانو هم ملاذات الأمان بالدعم المتواصل منهم رغم اننا أسرة بسيطة في كل البساطة لكنني أحسست اني أملك هذا الكون وأشعر بالسعادة معهم كلما أحزن يقومون بإعادة الابتسامة لي من جديد.
ماذا تقول للأشخاص السليمين؟
أن يحمدو الله على هذه النعم، فوالله لو فقدو أصبعآ واحدآ لحسو بالالم ومرارة الحسرة، وأن يكونوا قريبين من أخوانهم وأخواتهم فهم السند الحقيقي من بعد الله.
كلمة أخيرة لذوي الإعاقة الحركية؟
أطلب من ذوي الإعاقة أمثالي الرضاء بما اتانا الله فإنها نعمة من عنده ، كما أرجو منهم عدم الإحساس بالنقص والعجز مهما كان فإننا عند الله مكملين فالله ينظر لقلوبنا ويعلم ما بداخلها، ووصيتي لهم الا تحزنوا ولا تيأسوا مما نحن عليه وأن لا تستسلموا للظروف وتسبو حالكم فالله قادر على كل شي.
التعليقات مغلقة.