(التصيُّد الإلكتروني) *أغرب قصص الاحتيال* ضبط أخطر عصابتي (فيسبوك) بالسودان

الخرطوم: هاجر سليمان

تمكنت ادارة جرائم المعلومات والحاسوب التابعة لدائرة الجريمة المستحدثة بالادارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية من تفكيك طلاسم اخطر جريمتين الكترونيتين، والقت مباحث المعلوماتية القبض على ثلاث شبكات اجرامية احداها اجنبية عناصرها افارقة وتنتحل صفة قوات (المارينز) الامريكى، ونفذ عناصر الشبكة المئات من جرائم التصيد الالكتروني واستولوا خلالها على اموال طائلة تجاوزت (ترليون جنيه). وتم القبض على الشبكة الثانية وعناصرها طلاب من اخطر الهاكرز على مستوى السودان، وتم توقيفهم واقروا بابتزاز عشرات الطالبات والفتيات الشهيرات والتشهير بهن واستغلالهن وارغامهن على تصوير مقاطع فاضحة واستولوا منهن على اموال طائلة، والشبكة الثالثة تستهدف شركات الاتصالات، وبلغت جملة خسائر شركات الاتصال نحو نصف مليون دولار.
حكاية أخطر العصابات
وبحسب المعلومات التى تحصلت عليها (الانتباهة) فإن الشبكة الاجنبية عناصرها بينهم طلاب بجامعة افريقيا العالمية، واشارت المصادر الى انهم مارسوا عمليات استغلال واسعة لمجموعة من زميلاتهم الطالبات فى الداخلية، واتضح ان العصابة تمارس عدة اساليب للاحتيال والتصيد الالكترونى، مستغلة مواقع التواصل الاجتماعى خاصة فيسبوك، وتمارس اساليب متنوعة ابرزها اسلوب انتحال صفة قوات المارينز الامريكية، حيث يتم التواصل مع الضحية ويدعى المتهم انه فتاة وضابطة بقوات المارينز الامريكى، وان لديها طرداً او حقيبة دبلوماسية عبارة عن مكافأة خدمة بداخلها مبالغ طائلة من العملات الاجنبية (دولار امريكى)، وان الطرد او الحقيبة الدبلوماسية قادمة من امريكا فى طريقها الى السودان، ولمزيد من الاطمئنان يتم ارسال صور وهمية لفتاة ترتدى زى المارينز الامريكى لايهام الضحية بانه هو ذات الفتاة التى تتواصل معه، ومن ثم يتم ارسال صور للحقيبة وصور للمبالغ الدولارية، ثم يطلب من الضحية ارسال بياناته كاملة، وبواسطة برنامج محكم يتم تزييف بوليصة شحن تحوى بيانات الضحية وارسالها له.
(وهمة) الحقيبة الدبلوماسية
ويتم خداع الضحية بأن البوليصة جاهزة وان الحقيبة ارسلت وفى طريقها الى مطار الخرطوم، ويتم تحديد موعد وصولها، ثم يطلب منك ان تترك هاتفك مفتوحاً وتترقب مكالمة مهمة تؤكد لك وصول الحقيبة، ثم يتلقى الضحية مكالمة من رقم بالسودان ويدعى المتصل ان الحقيبة نسبة لانها دبلوماسية فهى غير خاضعة للتفتيش ولكن عليها جمارك، ثم يتم اخطارك بأن مندوب السفارة سيتصل بك، وبالفعل يتلقى اتصالاً آخر من احد المتهمين ويدعى انه مندوب السفارة بالسودان، ثم يطلب منه ان يرسل مبلغ الجمارك، ويتم إرسال رقم حساب بنكك بغرض ارسال المبلغ والاشعار، مع العلم بان رقم بنكك نفسه يتم الحصول عليه عقب الاحتيال على مواطن بسيط بعد ان يدعى المتصل به انه شيخ متخصص فى تنزيل الاموال، ويطلب منه فتح الحساب ويتم اعطاؤه رقماً محدداً ليكتب فى المستندات، ويطلب من الضحية عدم فتح الحساب لمدة عشرين يوماً الى ان يقوم الجان بتغذيته بالاموال. وخلال الفترة المذكورة تكون العصابة قد استولت على الحساب وتحكمت فيه بواسطة الرقم الذى منح للضحية، ويتم خلال فترة العشرين يوماً استقبال اموال ضحية الاحتيال الالكترونى وتحويلها الى مبالغ دولارية وارسالها الى دولة افريقية، لتنطلق هنالك عملية غسيل اموال بدأت من السودان.
وبحسب المعلومات فإن ضحية التصيد يقوم بايداع الاموال فى حساب بنكك الذى استولت عليه العصابة من ضحية اخرى، ومن ثم يقبض الضحيتان السراب، ويجد الضحية الثانى نفسه متهماً على ذمة جريمة احتيال الكترونى، ويكون افراد الشبكة الاجرامية الاساسية فى السليم.
وبلغت جملة الاموال المنهوبة عن طريق التصيد الالكترونى اكثر من ترليون جنيه، حيث تراوحت الاموال المنهوبة ما بين (20) مليار جنيه من ضحية واحد و (700) الف جنيه كأقل مبلغ تم الاستيلاء عليه من ضحية، وتجاوزت اعداد الشاكين (500) ضحية حتى الآن، وبلغت جملة البلاغات المقيدة في عام 2022م نحو (900) بلاغ احتيال الكترونى.
توقيف متهمين أفارقة
وكشف مدير ادارة جرائم المعلومات والحاسوب المقدم شرطة عبد اللطيف عبد الله آدم سليمان، انه فور توارد البلاغات تم تشكيل فرق متخصصة بتوجيهات مباشرة من مدير دائرة الجرائم المستحدثة العميد شرطة نادر احمد وبمتابعة لصيقة من مدير الادارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية، حيث انطلقت الاتيام وتم التنسيق مع شركات الاتصالات والجهات ذات الصلة، وعن طريق عملية الكترونية معقدة وبعد جهد مضن بذلته القوة تم رصد احد العناصر بالخرطوم، وتم التنسيق مع نيابة مكافحة الجرائم المعلوماتية، حيث تم استصدار اوامر تفتيش ومداهمة، وتم توقيف المتهم، وبالتحرى معه اتضح انه افريقي وارشد عن بقية المتهمين وبلغ عددهم (5) متهمين، ومن خلال التحرى معهم اقروا بانهم يقومون باصطياد ضحاياهم عن طريق (فيسبوك)، وتبين ان عناصر العصابة ينشطون فى عدة جرائم منها الاحتيال والتصيد الالكترونى وجرائم الدجل والشعوذة وتنزيل الاموال وانتحال صفة المنظمات العالمية .
واقر افراد العصابة بانهم استغلوا عشرات المواطنين الضحايا فى فتح حسابات بغرض استقبال الاموال الواردة عن طريق الاحتيال، قبل تحويلها الى دولار وارسالها الى دولتهم او استغلالها فى شراء سلع وبضائع.
وأكد المقدم عبد اللطيف ان هذه الجريمة منظمة وتدار بواسطة شبكة منظمة ومتخصصة، لافتاً الى ان الجناة سجلوا اعترافات قضائية واقروا بارتكابهم جرائم منذ عام 2021م، وحذّر عبد اللطيف من جرائم التصيد الحديث المتمثلة فى المتهمين الذين يقومون بالاتصال بالضحايا وطلب اموال بحجة انهم معارف، ويدعون انهم فى المطار او فى مستشفى ويطلبون ارسال مبالغ بغرض فك حاجة.
فتاة ضحية دجال
احدى الفتيات سقطت ضحية لافراد الشبكة، حيث احتال عليها متهم ادعى انه شيخ، وانها ممسوسة وانه سيقوم بعلاجها، وطلب منها فتح حساب باسمها شريطة ألا تتفقده لايام، وان تقوم بفتحه ووضع رقم هاتف منحه لها بغرض العلاج. واقدمت الفتاة على الخطوة، وكان الرجل قد استخدم حسابها فى استلام اموال طائلة عبارة عن عائد عملية احتيال وتصيد الكترونى، ومن ثم اختفى الدجال المحتال، لتجد الفتاة نفسها تواجه تهمة احتيال الكترونى واستيلاء على اموال طائلة، ومازالت قابعة في حراسة الشرطة.
وناشد المقدم عبد اللطيف عبد الله الاعلاميين والمشاهير تقديم برامج توعوية لتوعية شرائح المجتمع بخطورة الجرائم الالكترونية، حتى لا يقعوا ضحايا لتلك العصابات، ونبه الى ضرورة التعامل بحذر مع تطبيق (بنكك)، وشدد على المواطنين عدم مشاركة اية بيانات لهم مع اى شخص غريب، حتى لا يقعوا ضحايا للتصيد عن طريق التطبيق باعتباره اصبح احدى اهم ادوات التصيد الالكترونى، حيث باتت عصابات تستغله فى عمليات الاحتيال.
التشهير والابتزاز
وشهد عام 2022م تنامياً فى معدلات بلاغات التشهير والاساءة وقتل الشخصيات واختراق المواقع وتهكير الصفحات الخاصة، ويعتبر من اخطر الاساليب المهددة للمجتمع استهداف شريحة الطالبات والفتيات والطبيبات والمهندسات ورموز المجتمع من النساء، وتشهد بلاغات الاختراق وتهكير الحسابات تزايداً مستمراً، خاصة بلاغات تهكير الفيسبوك وانستقرام واسناب شات وسرقة صور الفتيات ونشرها فى مواقع التواصل الاجتماعى (فيسبوك)، ومن ثم يتم ابتزاز الضحايا بطلب اموال طائلة منهن او بارغامهن على تصوير انفسهن فى اوضاع فاضحة ومقاطع خليعة.
وعقب توارد بلاغات تم تشكيل قوة من مباحث الجرائم المعلوماتية، وتمت متابعة العصابة التى لم يكن من السهل متابعتها نسبة لانهم يستغلون ارقاماً عالمية، وتم القبض على افراد الشبكة بعد جهد مضنٍ بذلته الشرطة، وعدد افرادها (4) طلاب من اخطر الهاكرز على مستوى السودان، واتضح انهم يستغلون برامج الكترونية تقوم بتحويل الارقام المحلية الى عالمية وهى برامج مدفوعة القيمة، ويتم اختيار الضحايا عشوائياً، حيث يتم ارسال رسالة الى الضحية من متجر فى رقم واتسابها الخاص تفيد بأن هنالك هدية من المتجر لها، ويتم ارسال بيانات المتجر ووصفه، ويكون مضمون الرسالة الوهمية انه بامكان الضحية الذهاب لاستلام الهدية من المتجر او بامكان المندوب الوصول اليها مجاناً لتسليمها الهدية، ويقوم الجناة بارسال كود للضحية فى هاتفها، ومن ثم يطلب منها اعطاءهم الكود الذى وصلها بغرض تسليمه لمندوب التوصيل، وبمجرد اعطاءهم الكود يصبح بامكانهم التسلل الى البرامج الخاصة بالفتاة فيسبوك او انستغرام، ومن ثم تبدأ عملية الابتزاز، واقر افراد العصابة بتهكير حسابات شخصيات مشهورة ورموز مجتمع، واقروا بنحو (6) بلاغات تهكير واختراق ونشر صور فتيات وابتزازهن، وتجاوز عدد البلاغات المقيدة في عام 2022م (200) بلاغ.
وبمجرد القبض على المتهمين توقفت بلاغات التهكير واختراق الحسابات نهائياً. ويذكر ان المتهمين سجلوا اعترافات قضائية، وتعتبر السيطرة على هذه الشبكة من اضخم الانجازات التى حققتها الشرطة خلال هذا العام .
سرقة أرصدة البنوك
وتوافرت معلومات لدى مباحث المعلوماتية تفيد بأن شبكة اجرامية تقوم بادخال اجهزة
(simbox)
التى تستغل فى اعتراض المكالمات العالمية وتحويلها الى مكالمات محلية. وتمكنت مباحث المعلوماتية من القبض على الشبكة وتحريز اجهزة متطورة ضبطت بحوزة الشبكة التى كبدت شركات الاتصالات خسائر فادحة تجاوزت نصف مليون دولار واضرت بالاقتصاد القومى.
ويقول المقدم عبد اللطيف عبد الله ان قانون جرائم المعلوماتية صدر فى عام 2007م نسبة لتنامى معدلات الجرائم الالكترونية وقتها واصبح العالم قرية صغيرة، ثم انه تم تعديل القانون فى عام 2018م وتم تعديله ايضاً فى عام 2020م، وتمت عملية تعديل العقوبات فى عام 2022م، حيث تم تشديد العقوبات نسبة لتحول الجرائم من الطابع الجنائى الى الطابع المعلوماتى.
ولفت المقدم عبد اللطيف الى ان اخطر انواع الجرائم الالكترونية تتمحور فى انتحال الشخصية ونشر الاخبار الكاذبة واثارة الفتن وتهييج الرأى العام واشانة السمعة، بالاضافة الى جرائم اختراق الحسابات وتهكيرها وجرائم التصيد الالكترونى وجرائم الاحتيال الالكترونى، وهى اخطر انواع الجرائم وتمثل 50% من جملة البلاغات المقيدة يومياً

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول المزيد