الجامعة الأمريكية تتزين في ليلة تأبين القامة محجوب محمد صالح

رصد ومتابعة :مصطفى إبراهيم

تزينت الجامعة الأمريكية بالقاهرة مساء الاثنين السادس من مايو بالوان من البهجة والسرور رغم حزن المناسبة لكن الحدث عظيم والفقيد أعظم.

في ليلة تأبين عميد الصحافة وعرابها محجوب محمد صالح صاحب القلم، والكلمة قلمًا ظل يسطر الحق طيلة سبعون ونيف من الأعوام مدافعًا عن حقوق أهل السودان الغُبش بتعبير الايقونة هاشم صديق وكلاهما يشبه الآخر ، وكل بسطاء بلاد النيلين لذلك ليس بغريب ولا مستغرب ان تعج وتضج مساحات ومسرح الجامعة الامريكية بالحضور من كل ابناء وبنات السودان.

وان ترسم لوحة غاية في الجمال الدهشة والبهاء، وان تتوحد كل اطياف السودان من مختلف الاطياف والانتماءات السياسية والاجتماعية بل وحتى الموسيقية، لطيف واسع وعريض من أبناء بلادي.

استطاع المحجوب ان يوحد السودانيين حيًا وهاهو من جديد في عليائه يوحدهم من جديد في أرض الكنانة.

ابتدر الحديث من على المسرح تقديمًا القامة الإعلامية طارق كبلو معددًا فقرات البرنامج التأبيني منها كلمات وافادات لصحفيين كبار تتلمذوا ونهلوا من معين المحجوب علمًا وخبرة وزاد للايام وللسنيين العجاف.

شارك عبر الكاميرات من مختلف دول العالم في افادات خارجية أيضًا شعراء يتقدمهم الخالد في وجدان كل السودانيين أزهري محمد علي وشعراء آخرين صنو صاحب القلم الذهبي في الدفاع عن الحق واباطيل السلطان طيلة تاريخ هذا السودان وما تعاقبت عليه من حكومات كان آخر همها انسان السودان.

كان على رأس لجنة التأبين المناضلة سارة نقد الله في رمزية لا تخطئها العين ان حواء موجودة بين الكبار في مثل هذه المحافل وهذا ما ظل يدعمه وينادي به المحجوب طيله تلك السنوات.

جسدت عزة السودان بالحضور والنضال امال واشواق جميلات ارض السُمر.

كان للموسيقى والغناء سحرها ووقعها في الحضور فكان من بين المغنيين في هذه الأمسية البلبلة هادية طلسم إحدى ثالوث الغناء السوداني البلابل.

و عدد ليس بقليل من الفنانين الشباب والسابقين في مقدمتهم الأب الروحي لموسيقى الجاز السودانية شرحبيل أحمد الذي كان متواجد عبرالبروفات للحفل ولكن غاب في هذه الليلة قسرًا بسبب وفاة ابنته في ذات اليوم وهذه ربما من سخريات الاقدار كما يقال.

عوض ذاك الفراغ العريض صوت فيه من الشجن والأمنيات ما فيه صوت من السماء لفتاة اسمها منار وكانت اسم على مسمى اضاءت المكان والزمان والمناسبة.

مصر كانت حاضرة برموزها وجغرافيتها واحتضانها لهكذا فعاليات اقل ما يمكن أن تدل عليه انها اخت بلادي وشقيقة كما تغني لها الكابلي.

اختتمت الأمسية بأغنية ارض الخير هي ليست مجرد اغنية بل تجسيد للسودان بأنه أرض الخير والفرص والوعد الأخضر ببلد حدادي مدادي يسع الجميع بما يمتلكه من خيرات قادرة بعزيمة ابنائه ان تنهض به بعد عام الرمادة الذي حل بالسودان وأهله.

ختامًا

الرحمة تغشاك في عليائك صاحب القلم الذهبي كما اسموك واعترفت بك بلاد الجليد الأستاذ محجوب محمد صالح.

آملين ان تستفيد هذه الأجيال من التركة الثقيلة التي خلفها المحجوب دفاعًا عن الحق ومناديًا بالفضيلة.

التعليقات مغلقة.