بعد “طناش المحلية”.. رسالة في بريد والي النيل الأبيض.. سوق الملجة كوستي ينذر بكارثة بيئية
معاناة حقيقية في الخدمات،، والرواد يقضون حاجاتهم في أسوار السوق
“مناظر مقززة” .. تلاسن بين السكان وبعض التجار.. ووصف النازحين بـ”المقاطيع والملاقيط”
الذباب يتسبب في تعرض عدد من الأطفال للأمراض،، ولا حياة لمن تنادي
كوستي : عبد العليم مخاوي
//////////////
من المعروف ان مهنة الإعلام ترتكز على عديد المعايير التي يستند ويقوم عليها العمل الإعلامي، ومن ضمن تلكم المعايير أن يكون الصحافي جزءً من المجتمع الذي يعيش فيه،، ينقل آماله ويشعر بآلامه والا فإنه يكون وقتها بحاجة إلى من يخبره بأنه خرج من صلب هذا المجتمع… خلال سنوات عملنا في مجال الإعلام كنا نعيش واقع بيئتنا المحيطة،، نوصل صوتها إلى من يهمه الأمر بمنتهى الحرية والنزاهة،، الان فرضت علينا ظروف الحرب بين قوات الشعب المسلحة و مليشيات متمردي الدعم السريع ان نكون نازحين في مدينة كوستي حاضرة ولاية النيل الأبيض،، عشنا في هذه المدينة أربعة أشهر تزيد قليلاً ولا تنقص لمسنا من خلالها معاناة المواطنين المحليين من تردي الخدمات الاساسية المتمثلة في عمليات النظافة واصحاح البيئة.
وعلى الرغم من ان سوق الملجة يدر على خزانة محلية كوستي مبلغاً ماليا محترماً من خلال التدافع الكبير من التجار لبيع وشراء السلع المختلفة، إلا أن سوق الملجة يعاني من “انحلال” تام في الجزئية المتعلقة بالنظافة، فالنظافة لا تعني فقط أن يحمل العامل او العاملة مكنسة وجوال لنقل الأوساخ، فهنالك ما أسوأ من مخلفات الخضروات المختلفة واعني مخلفات البشر الذين جعلوا من السور الشرقي للسوق _وهي منطقة بها عدد من البيوت والمؤسسات الحكومية _ جعلوا من هذا السور حمامات في الهواء الطلق بلا خجل او حياء او واعز ديني او أخلاقي،، فبعض التجار ظلوا باستمرار يقضون حاجاتهم في أسوار السوق من الناحية الشرقية أمام بيوت المواطنين وعلى مرآى ومشهد تلك الأسر بل وأمام السيدات والأطفال الصغار. على الرغم من وجود حمامات مهيأة بشكل جيد داخل السوق في الناحية الجنوبية الشرقية،، إلا أن بعض التجار يبدو انهم يستكثرون مبلغ الـ 200 جنيه ثمن تذكرة دخول الحمام ويقضون حاجتهم في الشارع شرق سوق الملجة.
وخلال الاسبوع الماضي قام عدد من السكان بتسجيل زيارة لمحلية كوستي والتقوا بنائب المدير التنفيذي للمحلية الذي استمع إلى شكواهم ومعاناتهم من الممارسات البيئية السالبة لبعض تجار سوق الملجة وقام بكتابة مذكرة إلى رئيس سوق الملجة الذي لم يتمكن السكان من مقابلته لأكثر من اسبوع على الرغم من اتصالاتهم المتكررة به.
وفي ظل المعاناة التي طال امدها والتي تسببت في تعرض عدد من أطفال الحي لأمراض مختلفة بسبب الذباب القادم من القاذورات الموجودة في السور الشرقي للسوق،، نظم السكان في اليومين الماضيين حملة نظافة عامة للسور الشرقي وشارك في هذه الحملة النساء والأطفال ووقتها سعى بعض التجار لقضاء حاجتهم في المكان الذي تمت نظافته من المخلفات الآدمية ليتعرضوا لوابل من الاساءات من بعض التجار الذين وصفوا السكان بـ”نازحي الخرطوم المقاطيع الملاقيط” وكاد الأمر أن يتطور إلى اكثر من ذلك لولا تدخل العقلاء من التجار الذين قدموا اعتذارهم للسكان.
وهنا ارسل باسم سكان حي الشاطئ شرق سوق الملجة رسالة إلى والي ولاية النيل الأبيض بأن يلتفت لهذا الأمر ويوليه اهتمامه حتى لا تتفاقم الأمراض وتتسبب في حدوث كارثة صحية وبيئية بالمدينة وقد تنتشر الآفات لتعم كل مدن الولاية لجهة ان الحركة من وإلى السوق تعتبر متاحة لكل مدن وقرى النيل الأبيض.
التعليقات مغلقة.