( حوار ) منسق حكومات دارفور: حرب السودان لايمكن حلها بتفاوض ثنائي
معتصم يوسف: التفاوض بين الجيش والمليشيا *غير شرعي*
اكد المنسق العام لحكومة ولايات دارفور، معتصم يوسف تاييدهم لحديث الفريق ياسر العطاء عن القضاء على المليشيا.
وقال في تعليقه على مفاوضات جنيف المرتقبة بين الجيش السوداني والدعم السريع، كل من يعتقد إن الوضع في السودان يمكن حله باي مفاوضات ثنائية بين طرفين يعتبر جاهلا لتعقيدات المشهد السوداني، ونبه الن أن الجيش الان لايعتبر الطرف الأوحد المحارب ضد الجنجويد، هنالك لاعبين اخرين ايضاً قدموا الغالي و النفيس من اجل تراب الوطن بالاشارة إلى دور القوة المشتركة لحركات الكفاح التي كسرت شوكة الجنجويد في دارفور و منعتهم من التقدم في كل المحاور، وكشف معتصم في حوار مع (مسار ميديا) عن رؤى المنسقية في كثير من القضايا فماذا فال.
حوار: هادية صباح الخير
حدثنا عن الادوار التي قامت بها القوات المشتركة لحركات الكفاح المسلحة في معركة الكرامة لدحر المليشيات المرتزقة و المتمردين؟
القوات المشتركة لهم دور كبير في تغيير موازين الحرب وحتى يعرف الجميع القوات المشتركة مكونة من حركة / جيش تحرير السودان بقيادة مارشال مني اركو مناوي حاكم اقليم دارفور وحركة العدل المساواة بقيادة دكتور جبريل ابراهيم وزير العدل
و حركة التجمع قوة تحرير السودان بقيادة / عبدالله يحي، هاؤلاء الحركات كانو قبل اتفاقية جوبا لسلام السودان لم يكونوا جزء من القوات المسلحة و كانوا متمردين لهم قضايا و مطالب سياسية التي بموجبها تم التوقيع على سلام جوبا و اصبحوا جزء من حكومة السودان و هناك برتوكولات في اتفاقية السلام جوبا تنص على دمج كل القوات الغير نظامية بما فيها الدعم السريع للقوات المسلحة حتى يكون هناك للسودان جيش واحد تحت قيادة واحدة و لكن للأسف الشديد لم يتم تنفيذ ذلك الاتفاق ولا 5% منه حتى قامت الحرب التي أشعلتها المليشيا ( الدعم السريع ) و عطلة كل شي
لكن مواقفكم كانت مغايرة في بدايات الحرب؟
في بدايات الحرب 15 أبريل الحركات المسلحة تعلم تبعيات الحرب و مألاتها لاننا اتينا من الحرب التي دفعنا فيها الغالي و النفيس و قدمنا الاف الشهداء و الجرحى و يتمت لنا الاطفال و رملت لنا النساء و دمرت علينا الاخضر و اليابس بعد كل هذا اخترنا السلام حقناً للدماء و اخترنا السلام لتأسيس سودان جديد خالي من التميز و العنصرية و الجهوية و غيرها من المشاكل التي اخرت السودان من التقدم و السلام المجتمعي
قبل اندلاع الحرب بأيام قليلة بعد ان تأكدنا تماماً ان هناك وتيرة توتر بين الجيش و المليشيا حاولنا التوسط بين الجيش و الدعم لراب الصداع و الجلوس لحل التوتر دون اللجوء الي الحرب
و كادت الوساطة ان تنجح في إقناع الطرفين في عدم التصعيد و الجلوس في طاولة المفاوضات لحل الخلافات لولا تدخل الطرف الثالث ( القحت ) بزريعة الاتفاق الإطاري الذي اعلن عنه اصحابه امام الملاء اما الإطاري او الحرب
و لكن بعد ان قامت الحرب اللعينة التي دمرت كل شي كنا نعلم كما اسلفت فاتورة الحرب و اخترنا ان نكون محايدين حتي نتمكن من ايقافها قبل توسيعها و انتشارها لبقية السودان.
كيف كانت جهودكم للوساطة؟
حددنا لطرفي الحرب مجموعة من الشروط تتمثل في، عدم التصعيد و الحشد، ايقاف التصريحات و الاستفزازات، عدم التعدي خاصةً المدن والمنشات و موسسات الدولة، القبول بالتفاوض لحل الخلافات.
هل وجدتم استحابة؟
كانت للمليشيا نوايا أخرى وهي الانقلاب و السيطرة على نظام الحكم في البلاد باتفاق مع القحاطة ومع ذلك كنا متفائلين لإيقاف الحرب لولا تعنت و اصرار المليشيا على استمرار الحرب
وانتظرنا اكثر من 6 شهور للتواصل و والبحث عن سبل ايقاف الحرب ولكن كلها باتت بالفشل بسبب تعند مليشيا
الدعم السريع.
ماهي الاسباب التي دعتكم للخروج من الحياد؟
بعد ذلك كانت وتيرة الحرب متسارعة جداً كالهشيم و خرجت الحرب من مسارها الطبيعي من مليشيا الدعم السريع واصبحوا يغتصبون الحرائر و ينهبون الممتلكات و يدمرون الموسسات بطريقة انتقامية ويقتلون حتى المواطنين الابرياء العزل على الفور من دون تردد قررنا الخروج من الحياد رغم اننا كنا غير جاهزين للحرب و كنا قد اتينا للسلام و كنا على استعداد تام لعمل الترتيبات الامنية لدمج جيوشنا في القوات المسلحة بموجب اتفاقية السلام التي تم توقيعها في جوبا.
كيف تم تكوين القوة المشتركة؟
بامكانيات بسيطة قمنا بتكوين تحالف عسكري ( القوة المشتركة ) و جلسنا مع قيادة الدولة ( مجلس السيادة) و اتفقنا معهم باننا سنكون مع القوات المسلحة لدحر المتمردين و المرتزقة الذين أتوا من دول الجوار وقمنا بجمع قواتنا و انتشارها في كافة محاور السودان شرقاً و غرباً و شمالاً وقدنا أشرس المعارك في كل المحاور و هزمنا المليشيا في عدة معارك و كبدناهم خسائر كبيرة في العتاد و الأرواح والان كل العمليات العسكرية تجري بشكل المطلوب و العدو كل يوم يتراجع و يفقد كثير من امكانياته و جيوشه و نحن و القوات المسلحة عازمون لدحرهم لا رجعة في ذلك إلا بعد انتهاءهم او هلاكهم جميعاً
ماهي مهامك كمنسق لحكومة ولايات دارفور؟
التنسيقية هي الجهة الحكومية الممثلة لحكومة اقليم دارفور في ولاية نهر النيل كما في بقية الولايات منسق عام تمثل حكومة اقليم دارفور
ماهي أهم الأدوار التي يقوم بها المنسق العام؟
أهمها حشد المستنفرين من كافة انحاء السودان و عمل الترتيبات اللازمة بين المحاور المختلفة اللوجستيك و التنسيق العسكري و الشعبي، حل قضايا المواطنين الذين فروا جراء الحرب و نزحوا الي مدن أخرى امنة كما قمنا بدور كبير جداً بالتنسيق مع الحهات الامنية و الإدارات الأهلية بإقناع من نستطيع من قوات الدعم السريع المتمردة بسحبهم من صفوف المليشيا مع تقديم ضمانات لهم ومساعدتهم حتى يتمكنوا من الخروج عبر طرق امنة و نجحنا في إقناع كثيرين من المليشيا للاستسلام و هناك اخرين الان تجري معهم المفاوضات للاستسلام لأقرب مناطق سيطرة القوات المسلحة و معسكرات القوات المشتركة
هل توجد لكم منسقيات في مواقع أخرى؟
من جانبي قمت بتعيين منسقين في بعض من المحليات مثل ابوحمد نسبةً لوجود عدد كبير من ابناء دارفور في تلك المناطق و سنقوم بتعيين منسقين اخرين في المحليات الأخرى حتى نستطيع القيام بالواجب و المسؤولية الموكلة علينا بصورة مطلوبة.
ماهي جهود المنسقية في الاستنفار؟
من خلال زياراتي لمناطق التعدين التي يتواجد فيها الشباب بأعداد كبيرة بعد إعلاننا لاستنفار الشباب للمقاومة الشعبية و تجنيد الشباب وجدنا قبول كبير و استجابة من الشباب الذين إعلنوا استعدادهم للوقوف مع القوات المشتركة و القوات المسلحة لدحر المرتزقة فقد طلبوا السلاح و الاليات العسكرية والان تجري ترتيباتنا لحشد كل المستنفرين من ابناء دارفور خاصةً و شباب السودان بصفة عامة للانضمام لمعركة الكرامة الان الحصة وطن ليس هناك اي مجال لاي حديث آخر اي خلافات او اي تباينات سياسية مؤجلة الي حين تحرير الوطن من المرتزقة و دحرهم و تدمير مملكة ال دقلو الأرهابية الان شبابنا في دارفور رغم قلة إمكانياتهم وظروفهم إلا انهم اقسموا بانهم لا يمكن ان يعيشوا مع هؤلاء الاوباش في وطن واحد مهما يكن
واقسموا بانهم لا يمكن ان يهداء لهم البال إلا بعد إنهاء المرتزقة
كيف تقيم اوضاع العمليات العسكرية في دارفور؟
الان في دارفور كسرت شوكة المليشيا خاصة في الفاشر و محور الصحراء الذي كان لهم مصدر لدعمهم اللوجستي الذي ياتي من الخارج عبر الطيران و الطرق البرية العابرة من تشاد وليبيا وغيرها من دول الجوار.
وماذا عن محور الصحراء؟
اغلب قيادات المليشيات تم هلاكهم في دارفور خاصةً محور الصحراء وفي منطقة الزرق ( وادي هور ) و اوري بري و امبار وباذن الله منتصرين و النصر حليفنا واقسمنا باننا نكون او لا نكون
و اقسمنا باننا لا يمكنا التعايش مع المليشيات مرة أخرى وان شاء الله وطن خالي من المليشيا في القريب العاجل
و منصورين باذن الله بشريات النصر تلوح في الأفق
ماهو موقفكم بخصوص المفاوضات المرتقبة بين الجيش والجنجويد؟
كل من يعتقد ان الوضع في السودان يمكن حله باي مفاوضات ثنائية بين طرفين هو جاهل عن تعقيدات المشهد السوداني، الجيش الان ليس الطرف الأوحد الذي يحارب ضد الجنجويد، هنالك لاعبين اخرين ايضاً قدموا الغالي و النفيس من اجل تراب الوطن بالاشارة الي دور القوة المشتركة لحركات الكفاح التي كسرت شوكة الجنجويد في دارفور و منعتهم من التقدم في كل المحاور في شندي وفي الخرطوم والدندر والفاو و الجزيرة وكردفان والدبة و تبسط سيطرتها على اهم الحدود الدولية للسودان و هي مثلث ليبيا و السودان و تشاد.وهنالك المستنفرين من كافة أبناء الشعب السوداني لعبوا دورا كبيرا بجانب الجيش و الحركات ويقف خلفهم جميعا الشعب السودان الذي يعتبر جميعه ضحايا لجرائم الجنجويد لذلك الجيش لا يملك قرار التفاوض مع الجنجويد او التنازل عن أي شي من حقوق الضحايا و سيادة السودان، السلام غاية سامية لايرفضها انسان لكن لن يقبل اي طرف بمفاوضات نتيجتها مساومة سياسية تعطي دور سياسي للجنجويد في الحياة السياسية او إعادتهم لامشهد السياسي او يحفظ لهم مكاسب اقتصادية لان هذا سيكون مجرد تأجيل للحرب و إتاحة فرصة للجنجويد للاستعداد لمعركة أكبر. واي تفاوض لا يضمن محاسبة الجنجويد على جرائمهم و تجريدهم من السلاح سيرفض من الجميع، واي تفاوض لابد ان يتم على اساس وطني مؤسسي بين الحكومة السودانية كممثل وطني لكل الاطراف (الجيش، الحركات، الشعب، المستنفرين ) يمثل سيادة الدولة ومع الجنجويد لاستسلامهم فقط مع وضع ترتيبات امنية لتجريدهم من السلاح ودمج الصالحين منهم في المؤسسة العسكرية بعد علاجهم وتأهيلهم نفسيا.
إذا انتم متحفظين على دعوة المفاوضات الأمريكية؟
اي جلوس بإسم (طرفين) الجيش والدعم السريع يعتبر تفاوض غير شرعي مخرجاته لاتهم بقية الأطراف (القوة المشتركة، الشعب السوداني، المستنفرين) بالتالي الجيش سيكون عزل نفسه تماما من الخط الوطني الرافض للجنجويد والمساومة معهم. .
التعليقات مغلقة.