رد فعل ..عماد ابوشامة يكتب..حالة في مقال
* بدأنا نشر الحالات الإنسانية في هذه الزواية عام ٢٠١٤م في صحيفة الاهرام اليوم عندما اختارني الزميل والصديق العزيز محمد عبدالقادر رئيس التحرير وقتها الي جواره مديرا لتحرير الصحيفة وبشر الناس بمقالاتي عندما رحب بمقدمي وهو يقدمني للقراء ..لم يكن يعرف زاوية رد فعل الكثيرون والغريب انه كان معروفا كعمود رياضي لأنني عندما قدمت الي صحيفة الاهرام أليوم وانا سكرتير تحرير لصحيفة ق اسبورت (الجوهرة الرياضية بعد ذلك) المملوكة للأستاذ رمضان احمد السيد .. رغم ان الزواية (رد فعل) انطلقت في صحيفة الوحدة مع الاستاذ القامة ادريس حسن عليه رحمة الله وانتقلت بها الي صحيفة أجراس الحرية التي اوقفتها السلطات عام ٢٠١١م بعد انفصال الجنوب باعتبارها صحيفة تابعة للحركة الشعبية ولم يكن الامر كذلك.
* المهم لا أطيل في هذه التفاصيل أعود لموضوع الحالات الإنسانية.. توسم فينا بعض القراء خيرا بعد ان وجد العمود شهرته فقصدنا بعض ذوي الحاجات لنناشد لهم اهل الخير وقد فعلنا ذلك مع الحالات التي تستحق وبالفعل وصلتنا مساعدات للكثيرين.. وكنت انشر الحالة في نهاية المقال .. وما كنت أرغب ان يكون ذلك بشكل راتب حتي لا يتضايق البعض فكنت انشر حالة واحدة في كل شهر والتي تكون ملحة للغاية.
* لم تصل حجم مساعدات الزواية لمستوى ما تقوم به الزميلة العزيزة سوهندا عبدالوهاب ولا الزميل عبدالله محمد الحسن في بنك الثواب ولا غيرهم ولكنه جهد المقل.
* كان معي علي الدوام مساعدين بشكل ثابت لم يملوا الدعم والمساندة في كل حالة لا أود أن اذكرهم بالاسم حتي لا اقصم ظهورهم ولا هم يرغبون ذلك خاصة وإنني خلال الشهر الماضي طرحنا حوالي ثلاث حالات وصلني من شخص واحد لهذه الحالات قرابة ال(١٥٠) الف وجميعها وصلتها دعومات فاقت حاجتها وحلت مشاكلهم بشكل كامل بفضل الله ثم مساعدة هؤلاء الأخوة الكرام بعضهم مجرد قراء او زملاء عمل أو دراسة فتح الله عليهم ولم يبخلوا علينا بفضلهم.
* الحالة التي قصدتها اليوم وخصصت لها مساحة الزاوية باكملها هي حالة استثنائية بمعنى الكلمة رايت ان تكون الحالة الأخيرة لهذا العام حتي لا نثقل علي الداعمين اكثر من ذلك بعد كانوا عونا لنا في كل الحالات السابقة.. وهي حالة استثنائية لأنني عايشت كل تفاصيل ظروفها..
* هي أسرة سودانية تقليدية جدا الاب معلم أحيل للتقاعد قبل ثلاثة أعوام حاول أن يعمل في المدارس الخاصة بخبرته الطويلة التي وصل فيها درجة مدير ولكن المرض اقعده وافقده حتي القدرة علي الحركة بعد ان تعرض لحادث قضي علي ما تبقي (من مروته).. زوجته تسعى للتعافي من سرطان ثدي اصحابها قبل أعوام
. لديهم ستة من البنين والبنات اكبرهم ولدين في الجامعات .. الابن الأكبر تبقي له عام واحد وربما شهور ويتخرج .. الذي يليه علي أعتاب السنة الثانية والأثنين في الجامعات الخاصة (احاول ان أخفى بعد التفاصيل حتي لايقع المقال في يد احدهم ويكون الحرج).
باختصار بعد ان جلس رب البيت تماما اصبح من المستحيل الوفاء بالتزامات دراستهما الاثنين معا مصاريف جامعاتهم ومصاريف الدوامة اليومية فقررت الأسرة ان تضحي بدراسة الابن الأصغر حتي يتخرج شقيقه بل عليه ان يساعد هو في إكمال دراسة شقيقه الأكبر بالعمل في اليوميات بمعني أصح يضحي بمستقبله تماما من أجل دراسة إخوانه.. وهنا تظهر تفاصيل الألم.. عندما وضعت يدي علي كافة التفاصيل .. والله أشعر بالعجز تماما حيال هذه الظروف القاسية عندما أجد انني لا استطيع ان افعل اكثر من ان اخاطب لهم اهل الخير .. هذه الحالة تستوجب ان نفعل اكثر من هذا.. ولكن ثقتي في اخوتي الذين ما خذلوني يوميا في حالة ملحة ان كان المطلوب ان نقدم له دون تن يشعروا تكاليف ما تبقي من شهور للابن الكبير عل ذلك ينقذ مستقبل الابن الأصغر.. وبشكل عاجل قبل ان يضطروا لوضع القرار موضوع التنفيذ.
* الحالة بين أيديكم.. وكان الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
تفاصيل كثيرة أمسكت عنها اختصارا ومراعاة لجوانب أخرى ولكن العزاء في ان القضية وصلت ومست قلوبكم بلا شك.
الله المستعان.
التعليقات مغلقة.