شيطنة الجيش وتحذيرات الشرق.. من يعبث بالسودان؟

تقرير  _فاطمة رابح

 

وسط أجواء سياسية مشحونة وفي غاية الاحتقان حد الاشتعال تتخللها احتجاجات لم تهدأ منذ سنوات تأتي تحذيرات من مخاطر تدخلات خارجية صارخة تؤدي إلى تمزيق البلاد وضرب نسيجه الاجتماعي بينما تزداد المخاوف من محاولات تفكيك الجيش السوداني وشيطنته وماهو معلوم ان القوات المسلحة التي أنشئت في عام 1925 حامي حمى الوطن ومن أقوى الجيوش العالمية وخاضت معارك خارجية وحروب اهليه لمدة تزيد عن ال٦٠ عاما لم تهزم قط وقد شاركت وحدات منها في الحرب العالمية الثانية، وهي مؤسسة ذات انضباط عسكري صارم وتقوم بمهام مدنية تتمثل في تقديم المساعدات أثناء الكوارث الطبيعية وحفظ الأمن في حالة الأوضاع الأمنية المضطربة

و بالتزامن مع هذه الأجواء المشحونة جاءات تحذيرات شديدة اللهجة من رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان، اللهجة للمؤتمر الوطني (الحاكم سابقا) والحركة الإسلامية من التخفي وراء الجيش، مشددا على أن المؤسسة العسكرية لا توالي أي فئة أو حزب.

وفى خطاب للبرهان أمام ، قاعدة حطاب العسكرية شمالي قال إنهم يتهمون الجيش بموالاة بعض الأحزاب قائلا: “الجيش ليس له فئة أو حزب، ولن يدافع في يوم من الأيام عن فئة أو حزب”.

وأضاف “نحذر من يريدون التخفي وراء الجيش، ونقول بشكل خاص للمؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية: ابعدوا وارفعوا أياديكم من القوات المسلحة”.

وشدد على أن القوات المسلحة لن تسمح لأي فئة أن تعود من خلالها سواء المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية أو غيره. نحن جيش السودان
وعلى غرار مطالبات مجلس البجا بالحكم الذاتي وتكوين حكومة وجيش وشرطة وسحب الاعتراف من حكومة الخرطوم
يعتقد الإعلامي خالد الاعيسر ان ما يحدث الآن في السودان هو ترسيخ كامل لخطط تقسيم البلاد وشعبها.
‏وانحياز القوى الخارجية لفئة قليلة هدفه تعميق الانقسام والانسداد، والغاية من وراء ذلك هي اضعاف الالتقاء الوطني وخلق حالة من الفرقة يصعب تداركها مستقبلاً وأضاف
‏ان التعامل مع قضية الشرق واستهدافه مثال صارخ للمطلوب تنفيذه، (ويحمل إشارة واضحة لمن يريد أن يفهم هذه الخطط، ومكر الداعمين لمنهج التفكيك)!.

مولانا السيد محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي الاصل بعث برسالة فيما وصفه بالنداء الاخير عن رفضه التام لاي تدخل خارجي في شئون السودان وطالب كل القوي السياسية ان توحد رويتها من اجل سودان واحد عبر مائدة مستديرة تختار حكومة انتقالية من شخصيات وطنية مستقلة من مهامها معالجة الازمة الاقتصادية والوصول بالبلاد الي صناديق الاقتراع في انتخابات حرك ونزيهة في اقرب وقت ممكن واري ان في ذلك يكمن الحل النهائي لكل ازماتنا التي صارت لا تحتمل الانتظار وايضا من المهم جدا استعجال مجلس السيادة وقيادة القوات المسلحة في الفراغ العاجل لإتمام الترتيبات الامنية ودمج حركات المقاومة العسكرية في القوات المسلحة السودانية وعل وجه الخصوص قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو وحث كل القوي السياسية التوافق على ميثاق وطني ملزم يرفض اَي تدخل خارجي في شئون البلاد والعباد وتحمل وتقبل الخلافات التي يمكن معالجتها بمزيد من الحوار خاصة مع مجموعات الحرية والتغيير وإعتماد المواطنة كمفهوم يجمع ولا يفرق وطالب بشدة محاربة كل أشكال التطرف والعنصرية والجهوية وخطاب الكراهية موجها رسالة لكل من عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور للاستجابة لنداء الوطن بالمشاركة في المائدة المستديرة حفاظا علي السودان أرضا وشعبا

بدوره حذر القيادي بالحزب الاتحادي محمد المعتصم حاكم من مخاطر التدخل الخارجي لما تشكله من تهديد واضح للوحدة الوطنية مشيرا إلى أن السودان بات مهدد بالإعلان عن
جيشان في دولة واحدة وهذا قد يقود الي حرب لا هوادة فيها وبالضرورة هذا قد يقود الي حروب أهلية اخري لا هوادة فيها ولا منتصر ولا مهزوم عبر مخطط خارجي
ليحدث في بلادنا بالضبط ما حدث في سوريا والعراق وليبيا
ولقد أشرت الي ذلك في وقت مبكر لمخاطر ذلك التدخل الخارجي في الشأن السوداني ولكن لا حياة لمن تنادي الي ان تجاوز ذلك التدخل الخارجي عبر بعض السفراء الذين عبروا حدود مقراتهم في الخرطوم الي كسلا ودارفور بعد ان صالوا وجالوا في الخرطوم عبر لقاءات متكررة مع قوي سياسية تدعم نشاطاتهم وتحركاتهم ومن المعروف دبلوماسيا ودوليا لا يحق لاي سفير ان يتعدي مقره بالعاصمة الا باْذن من وزارة الخارجية ومن الواضح ان الولايات المتحدة الامريكية لا تعترف بذلك ومن يجب ان نعرف ونفهم ان تلك التدخلات الخارجية ذات أهداف مريبة وهدفها الأساسي هو العمل علي تقسيم السودان الي دويلات صغيرة وضعيفة يسهل نهب مواردها والسيطرة علي قرارها السياسي وإبعاد روسيا والصين عن المشهد السياسي باعتبار دعمهما لوحدة واستقرار السودان كما ان السيطرة علي شواطىء البحر الأحمر اصبح هدف استراتيجي بالنسبة لأمريكا
يحدث كل ذلك ومازالت الصراعات والخلافات بين القوي السياسية مستمرة دون تحكيم للعقل اوالخوف علي السودان من المهددات والمخاطر التي قد تطيح بأحلامه بالاستقرار والسلام والديموقراطية المستدامة

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول المزيد