فولكر لصحيفة ألمانيه : حتي قائد الجيش البرهان قد أُخذ بالمفاجأة في مقر أقامته.
فولكر لصحيفة ألمانيه :
* حتي قائد الجيش البرهان قد أُخذ بالمفاجأة في مقر أقامته* .
*كانت قوات الدعم السريع اكثر استعداداً وفي الحال سيطرت علي معظم العاصمة في الأيام الاولي القليلة *
*اعترافات وقنابل .. وشهد عليهم كبيرهم الذي علمهم السحر *
النص الكامل للمقابلة التي أجرتها مجلة ديرشبيغل الألمانية مع فولكر بيريتس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان في 4 أغسطس 2023 .
حوار: سوزان كويلبل ، ترجمة: عبد الرحمن الغالي
***
ديرشبيغل:
• أعلنتك الخرطوم شخصاً غير مرغوب فيه ولم يعد بمقدورك دخول البلاد وتعمل الآن من كينيا، فهل ترك ذلك مجالاً لك لإنجاز أي شيء؟
فولكر بيرتيس:
– كأمم متحدة واصلنا العمل في السودان وفي الاقليم حيث نقوم بتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان وننخرط في العمل الدبلوماسي في الاقليم ونعمل في لجنة وقف اطلاق النار مع موقعي اتفاق سلام 2020 فالجيش والجماعات المتمردة أيضاً مشاركة في ذلك. وتبقى الأولوية هي وقف القتال والمساعدة على بدء عملية سياسية وتقديم المساعدة الانسانية.
ديرشبيغل:
• هل ما زلت على اتصال بالجنرالين المتحاربين؟
فولكر بيرتيس:
– هذا يختلف. في بعض الأحيان يرفض أحدهم مكالمة وفي أحيان أخرى يتصل أحدهم من تلقاء نفسه لدحض شائعات موته على سبيل المثال.
ديرشبيغل:
• يبدو أنك تتحدث عن الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي والذي ورد مؤخراً أنه قُتل في القتال. يتهمك المراقبون بأنك كنت عظيم الثقة في جنرالات الانقلاب حتى قبل اندلاع الحرب وأنه لم تكن لديك استراتيجية خاصة بك؟
فولكر بيريتس:
– لقد تحدثنا مع الجنرالات بالطبع ولكن تحدثنا أيضاً مع ممثلي المعارضة والمجتمع المدني، فبعد انقلابهما المشترك في أكتوبر 2021 أصبح الجنرالان اللذان يقودان الجيش والدعم السريع هما سلطة الأمر الواقع في البلاد، فصارا رئيس ونائب رئيس مجلس السيادة، ونحن كأمم متحدة كان طبيعياً أن نتحدث مع من هم في السلطة. شملت القضايا التي ركزنا عليها كبح العنف ضد المتظاهرين وتشجيع المحادثات بين الجنرالات وممثلي الأحزاب السياسية التي أطاحوا بها.
ديرشبيغل :
• كيف يمكن أن يتصاعد الوضع بهذه السرعة؟
فولكر بيريتس:
– كانت أصعب مشكلة لم يتم حلها هي كيف يكون شكل هيكل القيادة المشتركة وكيف يتم دمج القوات المسلحة السودانية بقيادة الجنرال البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الجنرال حميدتي في جسم عسكري واحد في المدى المتوسط؟ كان الدمج سيقلص من قوة حميدتي وكان ذلك بكل تأكيد هو السبب الأساسي لوصول الصراع إلى ذروته.
ديرشبيغل:
• ماذا كانت المشكلة بالضبط؟
فولكر بيريتس:
– في حزب ديمقراطي من الممكن تخيُّل قيادة ثنائية (مزدوجة) ولكن هذا الأمر صعب حدوثه في الجيش. قوات الدعم السريع مبنية ومهيكلة مثل جيشٍ خاص، مليشيا تقودها عائلة دقلو من دارفور. في النهاية كان الأمر يتعلق بالسلطة. بالنسبة للجنرال حميدتي كان احتمال فقدان السيطرة على قواته في مرحلة ما من العملية يمثل تهديداً. وكان واضحاً لقيادة الجيش أن استقلالية قوات الدعم السريع ستقوّض مبدأ الجيش القومي الموحد.
ديرشبيغل:
• هل فشلت الدبلوماسية في النهاية؟
فولكر بيرتيس:
– لعبت الدبلوماسية دورها. وصلنا لمقترحات خلّاقة وتقصينا الخطوط الحمراء للأطراف المتنازعة وشملت تلك الأدوار الحديث حول الجداول الزمنية والضمانات وحول نماذج من بلاد تم فيها دمج جيشين في جيش واحد. سعينا – نحن الشركاء الدوليين- وقبلنا سعى الفاعلون المدنيون السودانيون لخفض التصعيد حتى النهاية وفي الحقيقة كان من المفترض أن تجتمع لجنة من الجنرالات من كلا القوتين المقاتلتين في صباح السبت 15 أبريل ولكن ذلك الاجتماع لم يعقد قط.
ديرشبيغل:
• إذن لم يكن من الممكن منع اندلاع الحرب؟
فولكر:
– بالطبع كان من الممكن ولكن أطراف النزاع افتقروا للإرادة لفعل ذلك، وكذلك الشركاء المحليون والدوليون قيّموا الوضع بأنه أقل خطورة مما فعلنا نحن. لم يكن هناك خط ساخن للتواصل ولم يوضع اعتبار لإصلاح الأمور بسرعة إذا حدث خطأ ما وفي النهاية نحن لا نعرف من أطلق الطلقة الأولى. هناك بعض الدلائل تشير إلى تورط محرضين. كانت قوات الدعم السريع أكثر استعداداً وفي الحال سيطرت على معظم العاصمة في الأيام الأولى القليلة. ومن الواضح حتى قائد الجيش البرهان قد أُخذ بالمفاجأة في مقر إقامته، وقُتل العديد من حرسه الشخصي في هجوم على الموقع.
ديرشبيغل:
• بعد ثلاثة أشهر أين يقف الوضع الآن؟
فولكر:
– بعد أكثر من 100 يوم بعد اندلاع الحرب ظل الطرفان المتحاربان مقتنعين بامكانية الفوز عسكرياً. هناك تطهير عرقي ونهب واغتصاب. فر أكثر من 3 ملايين شخص منهم 600000 غادروا البلاد.
ديرشبيغل:
• هل الاغتصاب سلاح حرب الآن في السودان؟
فولكر:
– إنه سلوك المقاتلين الذين يعتبرون أن ما حازوه بالقوة يصير ملكاً لهم. لقد فعل قادة قوات الدعم السريع القليل لردع جنودهم وحلفائهم ومنعهم من مهاجمة المدنيين ولكن هذه مسؤولية القادة. الاغتصاب ليس أضراراً جانبية (مصاحبة)، الاغتصاب جريمة.
ديرشبيغل:
• هل هناك نهاية للحرب تلوح في الأفق؟
فولكر:
– لا يزال في إمكان القائدين العسكريين ايقاف الحرب ولكنها يمكن أيضاً أن تتمدد. الواجب الآن هو منع تحول القتال بين المجموعتين العسكريتين لحرب أهلية تقوم على أساس الاثنية والايديولوجيا. يجب على الفاعلين الدوليين والاقليميين العمل معاً لحث الأطراف المتحاربة لإنهاء القتال والامتناع عن تقوية مؤيديهم عسكرياً.
التعليقات مغلقة.