كبد الحقيقة — مزمل ابوالقاسم
إلا ضُحى الغد!
#ووااوواا
* من أهم صفات القيادة الإيمان بقيمة العمل الجماعي، وأن يستوعب القائد (أي قائد) حقيقة بسيطة ومهمة، مفادها أنه لا ولن يستطيع أن ينجز كل المهام بمفرده، وأن العمل الجماعي يمثل الطريق الأقصر والأمثل لتحقيق النجاح.
* من أبرز صفات القائد الملهم أن يكون مسئولاً وقادراً على التعامل مع المواقف الصعبة بحكمةٍ وتؤدةٍ وبصيرةٍ ثاقبة، وأن لا يتسرع في إصدار القرارات المصيرية، وأن يستشير أصحاب الخبرة والدراية ممن يخلصون له النصح، ويبرعون في تقديم المشورة الصحيحة في الوقت المناسب، وأن يتخير معاونيه، ولا يرخي أذنيه لأصحاب الهوى والغرض والمصالح الخاصة.
* بالأمس طالعت التصريح الغريب الذي أصدره الأخ حازم مصطفى رئيس نادي المريخ، وذكر فيه أنهم فوجئوا بإعادة قيد اللاعب أحمد حامد التش ورفاقه، وأن التسجيل تم بطريقة (لا تليق بالنادي)، مشيراً إلى أنهم لا يعلمون شيئاً عن فحوى الأوراق التي وقع عليها اللاعبون، وذكر أن من يريد دعم النادي لا يشترط منصباً، وأنه سبق أن تكفل بتسجيل سبعة لاعبين للمريخ من دون حدوث تجاوز لرئيس النادي السابق آدم سوداكال!
* تصريح ينضح بالتناقض، ومن الواضح أن أتى نتاجاً لمشورةٍ سيئةٍ، صدرت من بعض المتحلقين حول حازم، ممن ألحقوا به ضرراً بالغاً، وقضوا على الإجماع الكبير الذي توافر له قبل وعقب انتخابه رئيساً للمريخ!
* مكمن التناقض أن حازم نفسه منح أيمن مبارك ضوءاً أخضراً للتفاوض مع اللاعبين المفكوكين، وأصدر تسجيلاً صوتياً موثقاً قبل عملية إعادة التسجيل بأيام قليلة، قال فيه ما يلي: (أي زول عايز يساهم يساهم.. وأنا ما عايز أعرف هو وصل مع اللاعب لي كم.. يجيب لي زول مُوقّع علي عقده وانتهى الموضوع.. أنا في عهد سوداكال سجلت سبعة لاعبين بمن فيهم التش ومحمد الرشيد وما أخذت أي إذن من سوداكال.. مشيت طوالي ودفعت ليهم قروشهم وجددوا العقود.. الداير يعمل حاجة ما بقول أنا داير ومنتظر)!!
* التسجيل موجود، والتصريح الذي ينسخه تماماً موجود أيضاً، ومن يستمع إلى الأول ويقرأ الثاني سيصعب عليه أن يصدق أنهما صدرا عن شخصٍ واحد، لتناقضهما التام.
* ما يعلمه الجميع أن الأخ أيمن استأذن من رئيس النادي شخصياً قبل أن يقترب من أي لاعب، وأنه نال موافقته التامة على التفاوض والتعاقد.. ففيم الشكوى إذن؟
* كيف ينتقد حازم سلوكاً أتاه بنفسه قبل أن يصدر من أيمن الذي دخل البيوت من أبوابها، وحرص على إعانة لجنة التسيير بدعم كبير، ظل حازم نفسه يشكو لطوب الأرض من عدم توافره له.
* ثم.. هل اشترط (أب جيبين) الحصول على أي منصب قبل أن يفعل ما فعل؟
* سمعنا حازم يتحدث ويكتب ويسأل في وسائل التواصل الاجتماعي عن جماهير المريخ ورجاله، ويستفسر عن سبب إحجام أهل المريخ عن دعمه، ويشكو مر الشكوى من أنه يتحمل عبء التمويل منفرداً، وأنه لم يحصل حتى على (كباية موية من أي زول)، وعندما تقدم الصفوف أحد رجال المريخ وتحمل عنه قيمة تمديد عقود سبعة من اللاعبين المؤثرين ودفع أكثر من 800 ألف دولار للمريخ في أقل من 24 ساعة استهجن فعله، ووصفه بأنه لا يليق بالنادي!ووااوواا
* الأغرب من ذلك كله أن حازم أصدر تصريحاً أعقب تسجيل التش بساعات قليلة، رحب فيه بالخطوة وشكر أيمن عليها ودعا كل أبناء المريخ لاقتفاء أثره ودعم ناديهم.. فما الذي تغير خلال يومين ليصبح ما فعله أيمن لا يليق بالمريخ؟
* الإجابة واضحة.. فالتصريح الأول صدر عفوياً ودونما مؤثرات خارجية، ونتاجاً لتقديرات خاصة، بينما أتى الثاني معجوناً بماء الغرض، ومدموغاً بالحنق والغيرة.. ومصاباً بعدوى غير حميدة انتقلت لصاحب التصريح المستهجن من بعض الذين ألحقوا به ضرراً بالغاً، وقضوا على الإجماع الهائل الذي توافر له في أقل من عام!
* من سخرية الأقدار أن أيمن مبارك أعاد تسجيل نفس العدد الذي ضمه حازم للمريخ قبل عامين من الآن (سبعة لاعبين).
* الفارق الوحيد يكمن في أن أيمن استأذن قبل أن يقدم على ما فعل، بينما لم يستأذن حازم مجلس سوداكال، ولم يسلم دعمه له قبل أن ينجز الخطوة التي قدمته لمجتمع المريخ وقادته لتقلد رئاسة النادي!
* لا تنه عن خلق وتأتي مثله!!
* أدلى أيمن بتصريح قصير بعد أن فرغ من إعادة تسجيل اللاعبين، امتدح فيه المجلس، وشكر القنصل حازم بعبارات منتقاة بعناية، وحفظ له أنه سمح له بالمساهمة.. وكان عقلانياً وكبيراً في موقفه، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
* سيصبح حازم رئيساً جيداً للمريخ عندما يفرح لما يُفرح جماهير ناديه، ويترفع عن الصغائر، ويعلم أنه ملزم كقائد لأكبر أندية السودان بأن يكون كبيراً في كل الأوقات، لأن المواقف الكبيرة لا تصدر إلا من الكبار.واوا
آخر الحقائق
* في الحد الأدنى علم كل أهل المريخ قيمة العقود التي وقعها اللاعبون السبعة، فهل يعلم أي عضو في مجلس حازم بقيمة العقود الموقعة مع الأجانب التسعة؟
* هل كان مشهد تسليم المدرب البرازيلي دي نيفا مستحقاته (بالكاش) المصوّر لائقاً بالمريخ؟
* هل كان عدم تقديم أي ميزانية أو موقف مالي للنادي طيلة فترة عمل المجلس المنحل ولجنة التسيير المنتهية ولايتها لائقاً بالمريخ؟
* هل كان توجيه الإساءات للاعبي النادي وأسرهم لائقاً بالمريخ؟
* تم توقيع العقود السبعة في النموذج الذي اعتمده الاتحاد لأنديته، وتم تسليمها لمولانا بدر الدين عبد الله النور (رئيس اللجنة القانونية) لمراجعتها وتدقيقها، ثم انتقلت منه إلى عهدة عبد الحي العاقب المدير المالي للمريخ، مصحوبةً بإيصالات مالية موقعة من اللاعبين. ووااوواا
* بعد ذلك تم قيد المبلغ الذي قدمه أيمن تبرعاً خالصاً للمريخ، منزوعاً من المن والأذى.
* التحية والتقدير لأيمن الذي تصدى للمهمة وأكد لحازم وغيره أن حواء المريخ ودود ولود، وأن رحمها المعطاء ما زال خصباً وقادراً على أنجاب الداعمين.
* أتمنى أن يكون حازم قد علم أن (المريخ خطر وبمن حضر).. وليس في خطر!!
* ننصحه (إذا سمح لنا) أن لا يرخي أذنيه لمن يقدمون له نصائح سيئة يبتغون بها مرضاته.. على حساب المريخ.
* ليعلم أن المريخ العظيم كان وسيظل على الشيوع، ملكاً للملايين من محبيه، وأنه كيان ضخم وثري برجاله وعواتكه.. وأن مصيره لا يتوقف على فرد، ولو طالت عمامته.. وتكاثر ماله. ووااوواا
* ترجل خالد عبد الله وشاخور وأبو العائلة وبشير حسن بشير ومحمد بشير فوراوي وشريف أحمد عمر ويوسف حلمي أبو سمرة وعوض أبو زيد وفؤاد التوم وعبد العزيز شدو وعبد الرحيم عثمان صالح وحسن محمد عبد الله ومهدي الفكي وخالد حسن عباس وعبد الحميد الضو حجوج وماهل أبو جنة وتاج السر محجوب وجمال الوالي وود الياس وغيرهم.. فهل توقفت مسيرة المريخ بعدهم؟
* آخر خبر: عهدنا به أنه لا يستبين النصح.. إلا ضُحى الغد!
التعليقات مغلقة.