“ليس لدينا ما نبيعه”… أرفف خاوية في متاجر (غزة) مع نزوح عشرات الآلاف
وكالات :نفاج نيوز
كانت معظم الأرفف خاوية في متجر حسن أبو شباب في وسط مدينة خان يونس الواقعة في جنوب قطاع غزة التي تزايد عدد قاطنيها مع نزوح عشرات الآلاف إليها من شمال القطاع الذي تحاصره إسرائيل.
ولم يبق سوى بضع زجاجات من زيت الطهي وعلب معجون الطماطم على أحد الأرفف، بالإضافة إلى بعض الحلوى وورق المراحيض وسائل غسيل الصحون وبعض البضائع الأخرى غير الصالحة للأكل.
ولم يكن بداخله خبز أو طحين (دقيق) أو سكر أو أرز أو لحم أو جبن. وفي الخارج، كانت هناك ثلاجتان فارغتان كانتا تمتلئان في الغالب بالمشروبات الغازية.
وقال أبو شباب بينما في متجره الفارغ يوم الاثنين “قبل الحرب كنا نبيع بضائع بنحو ألف شيقل (260 دولارا) يوميا. اليوم ليس لدينا ما نبيعه. الناس لديهم أموال لكن لا يوجد شيء يمكننا بيعه”.
وأضاف “أذهب إلى جميع الأماكن في محيط خان يونس للبحث عن البضائع ولكن لا يوجد شيء”.
وخارج متجره، جلست أم إبراهيم الآغا، وهي امرأة نازحة، للاستراحة قليلا من بحثها اليومي المستميت عن الطعام.
وقالت “تذهب الآن إلى أكبر المتاجر في خان يونس ولا تجد أي شيء تحتاجه. لا يوجد طحين أو سكر أو أرز أو ملح أو أي شيء تقدمه لطفلك”.
وتابعت “ذهبنا إلى أحد المتاجر ولم نجد عبوة بسكويت واحدة. وجدنا ورق مراحيض وحفاضات. هل نأكل ذلك؟”
وتفاقم نقص الغذاء والمياه والوقود والسلع الأخرى منذ أن شنت إسرائيل هجوما عسكريا وفرضت حصارا على قطاع غزة عقب هجمات شنتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على بلداتها الجنوبية في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وتقول إسرائيل إن مقاتلي حماس قتلوا 1200 شخص في السابع من أكتوبر تشرين الأول وخطفوا 240 آخرين. وأدى الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى مقتل أكثر من 11 ألف شخص، وفقا لمسؤولي الصحة في القطاع، كما أنه تسبب في كارثة إنسانية حسبما ذكرت جماعات الإغاثة والأمم المتحدة.
* رائحة العرق
مع فرار سكان شمال غزة من الغارات الجوية والقوات البرية الإسرائيلية التي تحاصر الآن مدينة غزة وتقسم القطاع إلى شطرين، امتلأت مدينة خان يونس بمدن الخيام المؤقتة، بينما سارعت الأسر النازحة إلى المدارس والمستشفيات وحتى مرآب السيارات.
واكد فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة، إن الازدحام شديد في المرافق التي تديرها الوكالة، مثل المدرسة التي زارها يوم لأحد والتي أصبحت الآن مخيما للنازحين.
وأضاف في تصريحات عبر دائرة تلفزيونية مغلقة خلال مؤتمر صحفي للدول المانحة “تأتي الرطوبة الموجودة في هذه الممرات من الأشخاص. يمكنك شم رائحة عرق الأفراد في الممرات. الأمر يفوق الحدود. الناس مستمرون في النوم هنا بسبب وجود علم الأمم المتحدة”.
ويُسمح لبعض شاحنات المساعدات بالدخول إلى غزة من مصر عبر معبر رفح الحدودي، ولكن عددها لا يكفي لتلبية الاحتياجات المتزايدة، وفقا لجماعات الإغاثة.
وأشار لازاريني إلى تلبية نحو 39 بالمئة من الاحتياجات الغذائية.
وقال “يحصل الأفراد في إحدى المحافظات على رغيف خبز أو رغيفين وعلبة من سمك التونة لعائلة، وفي رفح يحصلون على رغيف خبز أو رغيفين وعلبة جبن للعائلة”.
ويندر وجود الأماكن التي لا يزال بها مخزون من المواد الغذائية، رغم أنها مسألة وقت فقط قبل نفاد المخزونات ما لم تصل إمدادات جديدة.
وفي مدينة رفح بجنوب غزة، كانت مجموعة من السكان تعد وجبات من الأرز واللحم تبرع بها أحد المحسنين لم يرغب في نشر اسمه لإطعام النازحين، ولكن المخزون آخذ في النفاد بسرعة.
وقال الطباخ أبو محمد إن السكان يجهزون ثلاثة آلاف وجبة يوميا ويستخدمون الحطب لطهي الوجبات ويلفونها بورق من الألمنيوم لتوزيعها على المقيمين في المخيمات والملاجئ.
وأضاف “نحن نطبخ على الحطب لأنه لا يوجد كهرباء أو غاز. وفي غضون يومين سنضطر إلى التوقف لأن المخزون ينفد”.
وتابع “افتحوا الحدود، افتحوا الحدود. أرسلوا لنا الأرز والسمن، أرسلوا لنا الملح والسكر. ليس لدينا شيء”.
الدولار = 3.8635 شيقل
التعليقات مغلقة.