مبارك بشير يكتب.. المفوض * زهرة ميرغني * بداية تصحيح المسار
ثمة مؤشرا إيجابياً ينسل من ثنايا [خبراتها ] ليخبرنا أن مفوض العمل الإنساني الجديد بولاية القضارف[زهرة ميرغني] تحمل في طيات صفحاتها المشرقة جانباً إنسانياً مؤصلاً يمنحها فضيلة الإحساس بمعاناة الغير ويدفعها للتفرغ لدراسة مطالبهم بغض النظر عن إيجاد الحلول لهم، فالتفاعل الإيجابي وحده مع هذه الفرضية مدعاة لإنسان سوي فلا يضير بعده إن أرضت الجميع أم لا، رغم تمام إدراكنا أن [زهرة] تم غرسها وسط ركام من الأشواك يصعب السير فوقها إلا ببصيرة مفتوحة وعقل مدرك وقبل ذلك ضمير يراعي مصالح المجتمع دون تمييز، وهذا كله يتوافر مع شخصية المفوض الذي جاء قرار تعيينها بمثابة [فرحةالصائمين] في صبحية عيد الفطر المبارك، ولعل مقدار الإحتفاء الذي قوبل به القرار إلا دليلا دامغاً وبرهاناً ساطعاً لمكانة المرأة وتفردها وسط مجتمع الولاية رغم سابق معرفتنا بإنها إستلمت المهمة في ظرف بالغ التعقيد، لجهة أن ولايتها صارت متكئا آمنا لعديد الوافدين من ولايات الخرطوم،الجزيرة، سنار،
كل هذا العدد يتواجد بالولاية داخل معسكراتها المنتشرة بمراكز الإيواء من مدارس ومساجد، وقليل إستأجر منازل، ولا ريب ان مسؤوليتهم الإنسانية تقع على المفوض الجديد، وهنا تكمن صعوبة مهمتها، ولكن رغيتها الصادقة وحبها لعمل الخير كفيلان بتجاوز التحديات وتقديم خدمة إنسانية مرضية.
ولا شك أن زهرة ستبدأ عملها بطرق أكثر إحترافية وبنهج مختلف وفكر سديد بإعتبار إنها لم تجد في أضابير مؤسستها عملاً ملموساً يمكن ان تنطلق منه، فما وجدته لا يرقى تسميته عملاً بأي حال من الأحوال بل عبارة عن هرجلة تشوبها العشوائية وتحفها الفوضى وتفتقد للعمل المؤسسي وهو ما أثار حفيظة الجميع وشجعهم على المطالبة بإقالته، فالحقيقة الماثلة للعيان أن المفوض السابق عبدالكفيل الذي لم يحمل من أسمه شيئاً لم يقم بواجبه كما ينبقي تجاه مهامه وإختصاصاته فبجانب إثارته للجدل في العديد من القضايا نجده أيضا لم يضع سياسة تنسيقية محكمة بينه كمفوضية والمنظمات الأخرى بل فرض سياسة الكيل بمكيالين واتخذها منهجا في تعامله معها [قرب بعضها وترك أخرى] لذا كتب روشتة الفشل بنفسه مبكرا وجعل أصوات المتضررين من سياسته تتعالى رويدا رويدا حتى ضحى إقالته التي وجدت إرتياحا واسعاً من الوافدين أنفسهم الذين أكدوا ان طيلة تواجدهم بمعسكرات الإيواء لم يتكرم بزيارتهم.
وهنا اختلف مع بعض الأراء التي تقول ان قرار تعيين المفوض زهرة صحيحا في الزمن الخطأ، لأن زهرة نفسها وما تمتلكه من سباق معرفة وتمام ادراك بواجبها تستطيع أن تنجح فيما فشل فيه عبدالكفيل فقط تحتاج إلى الدعم والسند مقرونا بصالح الدعوات بالتوفيق والسداد في مهمتها القادمة
*ودمتم*
التعليقات مغلقة.