مدير مركز التدريب المهني/كسلا يكشف الكثير المثير في حوار الشفافية والوضوح
في زمن قلّ فيه التفاني وندر فيه الإخلاص، يسطع نجم من ولاية كسلا بهدوءٍ وعملٍ دؤوب، رجلٌ نذر عمره لخدمة أبناء وطنه من داخل الورش والفصول، لا من خلف المكاتب.
(35 )عاماً قضاها مدير مركز التدريب المهني والتلمذة الصناعية بولاية كسلا في خدمة الشباب وتأهيلهم، لم يأخذ خلالها إجازة سوى مرة واحدة، وكأنه عقد عهداً مع الوطن لا يُنقض.
زار دولاً عدّة، وبنى شراكات فاعلة مع منظمات كبرى كـ”جايكا” اليابانية، ومنظمة العمل الدولية، و”الجي تي زد”، وظل يعمل بإيمان أن التعليم الفني هو المفتاح الحقيقي للنهوض.
في هذا الحوار، فتح قلبه وتحدث إلينا بصراحة عن إنجازات المركز، التحديات التي تواجهه، ورؤيته لمستقبل التدريب المهني في السودان.
حوار: منصور علي عبد الله
عرف القراء عليك وعلي المركز؟
الأستاذ/ عماد الدين عبد الجبار مدير مركز التدريب المهني ولاية كسلا عملت بالمركز طوال (35) عاما وأردف ضاحكاً لم أحظى بإجازة إلا مرة واحدة عندما تزوجت.
في البدء أرحب بصحيفة (اسكوب برس الالكترونية )على إهتمامها بقضايا التدريب المهني وتكبدها مشاق الوصول الينا في كسلا وهذا من الجوانب الكثيرة التي نحتاجها و ينقصنا ( الاعلام )
ثانياً تم إنشاء مركز التدريب المهني ولاية كسلا في العام( 1992م) نتيجة و ثمرة تعاون بين حكومة السودان (ممثلة في معتمدية اللاجئين )و الحكومة الألمانية عبر منظمة (كور) تحت مسمى مركز تدريب الحرفيين مناصفة بين الشعب السوداني و اللاجئين وذلك بعدد (2)تخصص ” الميكانيكا ديزل و تخصص طلمبات ووابورات زراعية” و في العام (2003م) تم تغيير مسمى المركز الى مركز التدريب المهني و الذي يتبع للمجلس الأعلى للتدريب المهني تحت مظلة وزارة العمل و الإصلاح الإداري ، ويعتبر المركز الحكومي الوحيد بالولاية حيث يتبع إداريا لوزارة المالية ولاية كسلا وفنيا للمجلس الأعلى للتدريب المهني والتلمذة الصناعية.
ما هي الخدمات التي يقدمها المركز؟؟
يقدم المركز نظام تعليمي (نظري و عملي )عبر عدة دبلومات منها دبلوم التدريب المهني ولمدة الثلاثة أعوام و يستوعب التلاميذ الناجحين في الشهادة الإبتدائية و هنالك دبلوم التدريب المهني ولمدة “سنتين” و يستوعب الراسبين في الشهادة الإبتدائية و دبلوم لمدة عام دراسي واحد يستوعب فاقدي الوظائف و من هنا نشكر منظمة (GTZ)التي مولت هذا الدبلوم .
وكذلك يقدم المركز كورسات طويلة و قصيرة و الأن تم إجازة الإختبار المهني لكل العاملين الموجودين بالدولة (قسم لتقنيين ممارسة المهنة) ومن هنا نقدم الدعوة لكل الحرفيين و المهنيين الذين لا يملكون شهادات تؤكد جدارتهم وممارستهم لمهنتهم الإسراع والجلوس للإمتحان و نيل الشهادة التي تساعدهم في كثير من مجالآت الحياة
ايضاً يقدم المركز دورات تدريبية قصيرة في مجالات و أقسام : قسم صيانة
المحركات الصغيرة – الحاسوب – وقسم تنمية مهارات المرأة (صناعة المنتجات الجلدية والمعجنات وغيرها وتشمل جميع الدورات التدريب على كيف تبدأ عملك الخاص.
حدثنا عن اقسام الدراسة بالمركز ؟؟
تطور المركز كثيرا في مجال الدراسة التي يقدمها فمن تخصصين إستطاع المركز أن يقفز لعدد عشرة تخصصات (الأقسام التدريبية) هي: اللحام وأعمال الصاج ،الكهرباء العامة ،كهرباء السيارات ،الخراطة،الميكانيكيا العامة ،ميكانيكا الديزل ،صيانة المحركات الصغيرة ، الحاسوب وقسم تنمية مهارات المرأه.
وهنا أسمحوا لي أن أشكر منظمة (جايكا)اليابانية التي ساهمت في إنشاء قسم تنمية و تدريب المرأة في مجالات الصناعات الغذائية و الصناعات الجلدية و الخياطة و التفصيل وهذا النشاط أدى دور عظيم في تلبية إحتياجات المرأة في شرق السودان وخاصة بعد إدخال تخصص الطاقات البديلة (الطاقة الشمسية)
ما هي رسالة ورؤية المركز:
رسالتنا تقديم خدمات تدريب مهني بجودة عالية للشرائح المختلفة من أجل النمو الاقتصادي لولاية كسلا.
الرؤية:
تدريب مهني رائد و متنوع للجميع في ولاية كسلا
من هم شركاؤكم :
يمتلك المركز شراكات عديدة مع أصحاب المصلحة مثل:
مصنع سكر حلفا الجديدة، كما قدم المركز دورات تدريبية متعددة بالشراكة مع منظمات مثل “الوكالة الالمانية للتعاون الدولي، اليونيدو ، براكتكال اکشن بلان سودان ومنظمة سورد” حيث تم إستهداف المواطنين – اللاجئين – النازحين – النساء-الطلاب المسربين والأشخاص ذوي الاعاقة.
ماذا يعني التدريب المهني ؟؟
التدريب المهني طوق النجأة للإقتصاد الوطني ومعظم الدول التي تقدمت علينا في مجال التدريب المهني كان السودان هو الرافد لها بالكوادر و الفنيين المهرة و الخبرات الحرفية فالسودان أصل التدريب المهني في المنطقة وقد ساهم في نهضة دول الخليج العربي ومصر و الاردن وغيرها
ما هي المعوقات و الإشكالات الماثلة ؟؟
يعاني قطاع التدريب المهني من إهمال الحكومات المتعاقبة على السودان وعدم دعمها و تمويلها وزاد “الطين بلة” تداعيات الحرب الحالية التي دمرت مقدرات التدريب المهني من بنية تحتية و أجهزة و معدات إضافة لهجرة الكوادر و المعلمين و الطلاب وأدى ذلك أيضاً لتراكم دفعتين من إمتحانات الثانوية المهنية و الدبلومات هما دفعة (2023-2024م )و عبر أجهزة الإعلام نناشد الأمين العام للتدرييب المهني بالتحرك عاجلاً وفوراً لإنقاذ العام الدراسي و تنظيم الإمتحانات رغم الظروف الماثلة ولابد من التكاتف من أجل إيجاد الحلول لإجتياز هذه المرحلة الحرجة من تاريخ بلادنا علماً بأننا في حاجة ماسة للعمالة الماهرة من اجل اعادة اعمار ما دمرته الحرب ومن خلال الصعوبات مفترض نعمل مقترحات حتي نتخطى المرحلة و من هنا نقترح ان ينظم الامتحان المؤجل في الولايات الآمنة و نعمل على تجميع طلاب الدفعتين في ولاية او ولايتين من أجل معالجة هذا الاشكال .
ونتمني لوزير العمل الجديد التوفيق و السداد وان يولي مجال التدريب المهني الإهتمام المطلوب من أجل توفير العمالة الماهرة .
ما هي ابرز مشاكل الكادر العامل في مجال التدريب المهني؟؟
المشكلة الاساسية هي ضعف مرتبات المعلمين وهذه واحدة من المعوقات التي ادت لهجرة المعلمين الي الخارج ومعلم التدريب المهني يتم تاهيله بحيث ينقل المعلومة نظري و تطبيقي للطالب و تصرف الدولة و المنظمات في سبيل إعداد هذا المعلم أموال طائلة و بهجرته يصعب تعويضه في وقت وجيز وكذلك تسربهم و إتجاههم لفتح أعمال خاصة بهم فالمرتب لا يكاد يكفي المعلم ثمن تذكرة( المواصلات) فليس من المنطق أن يتخرج الطالب من الجامعة و أسرته صرفت عليه أموال طائلة و يتم تعيينه في الدرجة التاسعة مدخل خدمة بمرتب (ستون الف فقط) ودول الخليج إستوعبت كل كوادرنا و صرنا كاننا (مركز تثمين ) إن جاز التعبير، نصدر كوادرنا الي الخارج ونحن في امس الحاجة إلىهم ونتمني عبر وزير العمل و الحكومة ان نرفع مرتب المعلم ونحقق له اسباب الاستقرار حتي يسهم في صناعة اجيال المستقبل
المجلس الأعلى للتدريب المهني والتعليم التقني و التقانة النظرة الغير واقعية في مجال تطوير المناهج حتي تواكب أحدث المناهج العالمية (إلزاماً)جعل هنالك فجوة كبيرة بين المناهج و البنية التحتية للمراكزولابد من سد و معالجة هذه الفجوة حتي نستطيع تخريج طالب يواكب سوق العمل ومعلوم أن كافة الأجهزة و المعدات الحديثة ذات تقنية عالية و متطورة و البنية التحتية لمراكز التدريب المهني متاخرة جداً في معظم الولايات ونحن بتعاوننا مع المنظمات عملنا علي سد الكثير من الفجوات ولكن على مستوى الولايات لابد من تدخل الدولة وكما نغذي الدولة بالعمالة الماهرة لإدارة و تشغيل المصانع و الشركات و الورش وجب عليها تاهبل و تطوير البنية التحتية لمراكز التدريب المهني بالسودان والاشكال يظهر جليا في نتائج الإمتحان و التفاوت بين الطلاب في النتائج و التحصيل مختلف من ولاية لأخرى حسب توفر البنية التحتية المتوفرة بالمركز فمثلا كسلا متطورة من ناحية البنية التحتية وطلاب أقرب ولاية لا يمكنهم منافست طلابنا لفارق الأجهزة و المعدات ومن الغريب إن في بعض المراكز ماكينة واحدة ومراكز أخرى بها كل الماكينات و المعدات المطلوبة
كيف تسيرون العمل في ظل هذه المعوقات ؟؟
التدريب المهني منذ نشاته إعتمد على التعاون مع المنظمات الدولية و الوطنية ولنا في كسلا الحظ الأوفر وما افتتاح و تطوير هذا المركز الإنتاج لثمرة هذا التعاون بين حكومة السودان و الحكومة الألمانية ،ومعظم الولايات لديها مجالس لأمناء التدريب المهني و إستطاعت هذه المجالس من تسيير دولاب العمل و إستقطاب الدعم و نأمل بأسرع فرصة أن نعقد إمتحانات الدفعتين المؤجلتين و ندعوا أجهزة الاعلام أن تسهم في عكس أنشطة التدريب المهني لأنه عماد التنمية وهو ركيزة الإقتصاد الوطني
كلمة أخيرة
نوضح انه في حالة تنفيذ التدريب من قبل جهة أخرى غير المركز على الجهة المقدمة توفير المواد التدريبية وعلى المركز توفير المعدات والآلات التدريبية كما أن المركز يشجع بقوة ذوي الإحتياجات الخاصة للإنخراط في العمل الفني و الالتحاق بمراكز التدريب المهني المنتشرة في السودان.
التعليقات مغلقة.