حرب 15 أبريل.. قصص من المعاناة والصمود والأمل!
كسلا: انتصار محمد أحمد
في صباح يوم سر اجتمع الأبناء الذين كانوا يعيشون حياة هادئة مليئة بالسعادة والرفاه؛ ومن شدة تواددهم وتماسكهم ببعض كانوا يتحلون بمكارم الأخلاق والشجاعة والكرم وقوة الإرادة حتى أصبحوا يشار إليهم بالبنان في معظم دول العالم، وبالرغم من ذلك أجمعوا على أن يصححوا مسيرة حياتهم بتعديلات في البيت الذي يعيشون فيه الا وهو (السودان) على أن يتقاسمون العطف والحنان فيما بينهم بالتساوي فوقفوا أمام الباب حينما ثاروا على حكومة بلادهم، حينها وقف الجميع أمام البوابة تحت شعارات ومسميات منها (الشعب يريد إسقاط النظام) و(حرية سلام عدالة) وما شابه ذلك إلى أن توصلوا إلى إحلال الحكم وجاءت الفترة الانتقالية فنشبت بعض الخلافات بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، فغضب السودان عليهم وأشتعلت حرب طاحنة مازالت مستمرة إلى يومنا هذا وحرقت معها الأخضر واليابس.
سلبيات الحرب
من أهم الآثار السالبة التي خلفتها الحرب انها أفقدت بعض السودانيين إنسانيتهم ونزعت أخلاقهم وكان هذا أكبر ضرر عاد على الشعب السوداني منذ بداية الحرب كما وان الأثر الأكبر هو فقد الأرواح وإعاقة كثير من الناس سواء أن كانوا من الوحدات النظامية أو من المواطنين، فضلاً عن خروج أعداد مقدرة من المواطنين من دائرة الانتاج مما أدى للفرقة والشتات بين الأسر والأفراد ونشوب مشاكل بين الأزواج ووقوع العديد من الطلاقات التي لاتحصي ولا تعد.
اقتسام الأبناء
وللوقوف على بعض الآثار السالبة إلتقينا في (صحيفة نفاج نيوز الإلكترونية) بربة المنزل، النازحة (ج، س) التي روت لنا قصة مصغرة عن حياتها وكيف انها كانت حياة جميلة ومرتبة عندما كانت أسرتها بالخرطوم قبل الحرب وكيف انها تشردت وتشتت اليوم، حتى صاروا لايملكون ما يسدون به جوعهم مما اضطرها للطلاق هي وزوجها وتفاسموا الابناء، حيث اخدت معها البنت الكبرى وطفلها الرضيع وذهبت إلى منزل والدها في ولاية كسلا، بينما أخذ الأب الولدين المتوسطين وذهب بهم إلى منزل والدته في منطقة الدبة بالولاية الشمالية وكان ذلك عن تراضِ لتقليل حدة المعيشة.
فرقة وشتات
وفي ذات الإطار التقينا بالمواطنة (ع، أ) التي تقول إنها تم طلاقها دون أدنى سبب، فقط لأن زوجها لم يعد يستطيع تحمل تكاليف المعيشة لها ولاسرتها ففضل الإنفصال وخيرها بين أن يأخذ طفلتهم الوحيدة ذات الخمس سنوات، أو أن يتركها لها؛ واختارت الطفلة البقاء مع والدتها، إلا أن المطلقة (ع، أ) وطفلتها ظلتا في حالة نفسية يرثى لها بعد تشتت الجو الأسري.
اضطرابات نفسية
وفي سياق غير بعيد من الاضطرابات النفسية التي صاحبت الحرب إلتقينا بالشابة الناشئة ذات التسعة عشرة ريبعاً التي صارت تعاني من مشكلة نفسية بعد تعرضها للاغتصاب من أحد (الوحوش الآدمية) وهي لاتدري من هو وإلى اي جهة يتبع، وأصبحت مريضة نفسياً وتحتاج إلى علاج، في بادئ الأمر أخذ بيدها فاعل خير من أبناء مدينة كسلا ، وهي الآن تحتاج لمعاودة الطبيب لجهة أن ما تملكه من علاج نفذ والأسرة لاتحسن توفير (لقمة العيش) ناهيك عن توفير تكاليف العلاج لمريض نفسي -والله المستعان-.
تلك الروايات هي (غيض من فيض) كثيراً من القصص والمآسي التي خلفتها الحرب بحدوث ولادات خارج إطار الشرعية وانتهاك الحرمات وهدم البنى التحتية أوانعدامها وتعطيل عجلة الاقتصاد وتدهور التعليم والصحة، وتلوث المياه والبيئة الذي أدى لانتشار الأوبئة والأمراض.
اسهامات النازحين
وعلى الرغم من كثرة السلبيات إلا ان الحرب أظهرت معادن بعض السودانيين الخُلص التي تمثلت في تعزيز الوحدة الوطنية وتوافد المواطنين إلى الولايات وحُسن استقبالهم من المجتمعات المضيفة واندماجهم مع تلك المجتمعات وحدوث زيجات كتيرة انصهرت فيها العديد من العادات والتقاليد، وتداخلت القبائل مع بعضها البعض، فضلاً عن البصمات التي وضعها بعض النازحين في مجالات الحركة التجارية والتكنولوجية وتطورات الطب الحديث.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.